كتب – إبراهيم خليل إبراهيم
عندما قام الضباط الأحرار بثورة 23 يوليو عام 1952 باركها الشعب المصري وبحضارة وعراقة مصر وإنسانية المصريين الشرفاء عرض مجلس قيادة الثورة على الملك فاروق تحديد إقامته أو مغادرة البلاد فأختار المغادرة ولم يهدد أو يتوعد بإحراق البلاد والاستعانة بالدول الأجنبية ذات المصالح .
مصر البلد الإجبارية تنفرد بنشر وثيقة تنازل الملك فاروق عن العرش وحكم البلاد وقد قال في الوثيقة التي صدر بها الأمر الملكي رقم 65 لسنة 1956 : ( نحن فاروق الأول ملك مصر والسودان .. لما كنا نتطلب الخير دائما لأمتنا ونبتغي سعادتها ورقيها .. ولما كنا نرغب رغبة أكيدة في تجنب البلاد المصاعب التي تواجهها في هذه الظروف الدقيقة ونزولا على إرادة الشعب قررنا النزول عن العرش لولي عهدنا الأمير أحمد فؤاد وأصدرنا أمرنا بهذا إلى حضرة صاحب المقام الرفيع علي ماهر باشا رئيس مجلس الوزراء للعمل بمقتضاه ).
صدر بقصر رأس التين في 4 ذي القعدة 1371 هـ ( 26 يوليه 1952 م ) .
في تمام الساعة السادسة و ( 20 ) دقيقة مساء يوم 26 يوليو عام 1956 غادر الملك فاروق مصر من الإسكندرية على ظهر اليخت الملكي المحروسة وهو نفس اليخت الذي غادر به جده الخديوي إسماعيل عند عزله عن الحكم وكان في وادع الملك فاروق اللواء محمد نجيب والضباط الأحرار .
غادر الملك فاروق مصر إلى إيطاليا دون أدنى اعتراض منه على الرغم من صلافة جمال سالم الذي كان يمسك عصاه تحت إبطه إلا أن الملك فاروق اكتفى بتنبيه وقال : ( أنزل عصاك أنت في حضرة ملك .. مشيرا إلى ابنه الرضيع الملك أحمد فؤاد الثاني .. وأدى الضباط الأحرار التحية العسكرية وأطلقت المدفعية 21 طلقة لتحية الملك فاروق عند وداعه .